جنادب شندى

الاخ الصحفى الكبير مزمل ابو القاسم ( ابن شندى البار ) كتب فى صحيفة اليوم التالى :

جنادب شندي

عانت مدينة شندي خلال الأيام الماضية من هجمة شرسة لأسراب الجنادب، التي نغصت على أهل المدينة عيشهم، وكدرت صفوهم، وتسببت في إجراء أكثر من خمسين عملية لإخراجها من آذان أطفال في مختلف مستشفيات شندي.
حاولت محلية شندي أن تحارب العدو الشرس بإمكاناتها المحدودة، واستخدمت ما تيسر لها من مبيدات ولم تفلح في القضاء عليه.
تفتقت أذهان المسؤولين في المدينة الوادعة عن محاولة لا تخلو من الذكاء وسعة الحيلة، ونعتقد أنها تدخل في باب (الحاجة أم الاختراع)، لأنها استهدفت قطع الإمداد الكهربائي عن كل أحياء المدينة، مع إضاءة أبراج إستاد شندي، بغرض جذب أسراب الجنادب إليه، وحصرها في مكانٍ واحد، لتسهيل رشها بالمبيدات.
مساعي المعتمد الشاب حسن الحويج قد تقلص معدل الخطر، لكنها لن تقضي على الملايين من المخلوقات الصغيرة التي تسبب الحساسية والربو للأطفال، وتقتحم أنوفهم وآذانهم، لذلك نناشد وزارة الصحة الاتحادية أن تعين محلية شندي بما تيسر من خبراء ومبيدات، كي تتمكن من القضاء على حشراتٍ مزعجةٍ، جعلت أهالي دار جعل يفضلون الظلام على النور، لأن الأضواء تجتذب المصيبة الجديدة إليها.
أمس علق صديقي محمد عثمان سعد في صفحته على موقع الفيسبوك على المباراة المرتقبة بين فريق (الجنادب) وفريق إدارة الصحة بمحلية شندي، زاعماً أن اللقاء سيجري في إطار التنافس على الترقي إلى دوري (الخنافس) الممتاز، وأنه سيحظى ببث مباشر على قناة النيلين الرياضية، وأن الحكم الدولي المتميز الفاضل أبوشنب سيشرف على إدارته، بعد أن يرتدي الزي الواقي، ويغلق أنفه وأذنيه جيداً، ويستعين بما تيسر من (بف باف)!
يتردد أن فريق (الجنادب) أقام معسكراً تحضيرياً في العاصمة، وقد شوهد معظم لاعبيه وهم يركضون في أحياء الخرطوم وملاعبها وحتى فنادقها، ويتردد أن الفريق سيستعين بعدد من الجنادب المحترفة (وارد برة) مع بداية موسم الانتقالات الكروية اليوم، سعياً إلى تحقيق الفوز على فريق الحويج الذي يخلو من أي محترف أجنبي، ويعتمد على المهارات الوطنية والتدريب المحلي.
لا أحد يدري من أين أتت المصيبة الجديدة، لأن الشكوى منها لم تقتصر على شندي وحدها، بل تعدتها إلى معظم مدن ولاية نهر النيل، ولم تسلم منها أحياء كبيرة في العاصمة القومية.
تعاني مناطق شرق النيل الأمرين هذه الأيام من هجمة الجنادب عليها، وقد نشرت الصحف الصادرة أمس أن العديد من مدن وقرى ولاية الجزيرة أصيبت بالآفة نفسها.
حاولت الاستعانة بالعم (غوغل) لأعرف المزيد عن البلوى الجديدة التي نزلت علينا خلال الأيام الماضية، فعلمت أن الجنادب تشبه الجراد شكلاً، لكنها تختلف بامتلاكها أجساماً أعرض، وسيقاناً أطول، وأجهزة إباضة في مؤخرة البطن، علاوةً على أنها (لاحمة وعاشبة) في الوقت نفسه.
* ذلك يعني أنها ذات شهية مفتوحة على ما تيسر، وأنها تستحق أن تنال لقب (الآفة) بجدارة.
نناشد الأخ بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة الاتحادي أن يولي الأمر عنايته الشخصية، وننتظر منه أن يهتم بمعاناة سكان عاصمة الجعليين، كي لا تفقد شندي الجميلة لقبها القديم، وتتحول من مدينة (الجناين)، إلى مدينة (الجنادب)، ونرجو ألا يضطر الجعليون إلى تحوير أغنية عثمان الشفيع الشهيرة من (يا حليل ربوع شندي) إلى (يا حليل جندوب شندي.. بلد الجنادب عندي )