بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 341 بتاريخ السبت 2 أكتوبر 2021 - 9:05
الفقر
صفحة 1 من اصل 1
الفقر
يعرف الفقر بأنه حالة من الحرمان المادي تتجلى في أشكال متعددة أهمها تناقص مستويات التغذية، وتدهور الحالة الصحية وتراجع المستوى التعليمي والوضع السكني، ونتيجة لارتباطاته المتعددة وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية والصحية وحتى السياسية يعتبر الفقر من أكثر الظواهر المعقدة التي عرفها العالم.
أسباب الفقر:ويعود السبب الحقيقي للفقر بشكل أساسي إلى تراجع دخل الفرد الذي يؤدي إلى تراجع مستويات الإنفاق إلى ما دون الحدود الدنيا التي حددتها المؤسسات الدولية، والتي يقاس حدها الأدنى بدولار واحد يومياً.
ولكن ومن فترة إلى أخرى تظهر عوامل متعددة تزيد أو تنقص من معدلات الفقر حول العالم، ففي الفترة الممتدة من عام (2000) إلى العام (2006) شهدت أرقام الفقر تراجعاً ملحوظاً في تقارير التنمية البشرية، ويعود ذلك أساساً إلى تراجع معدلات الفقر بشكل كبير في دولتين فقط هما الصين والهند، نتيجة لاتباعهما سياسات اقتصادية محفزة رفعت من مستويات الدخول، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد نحو نصف مليار نسمة في هذين البلدين عن خارطة الفقر المدقع.
ونتيجة للأزمة المالية العالمية، التي ما لبثت أن تحولت إلى أزمة اقتصادية مولدة موجة من الركود ضربت البلدان كافة، انخفضت معدلات النمو حول العالم حتى في أكثر البلدان نشاطاً كالصين، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الوظائف في معظم بلدان العالم، وأمام مثل هكذا ظروف غالباً ما يكون الخاسر الأكبر هو الأسر الفقيرة والمتوسطة الدخل، والتي تراجع إنفاقها حول العالم، مما دفع بعشرات الملايين منها إلى براثن الفقر، الأمر الذي أكدته التقارير الدولية والتي توقعت أن تصل الزيادة في أعداد الفقراء نتيجة لآثار الأزمة الاقتصادية العالمية إلى أكثر من (100) مليون نسمة.
مخاطر الفقر:
للفقر مخاطر عديدة يمكن اختصارها في الآتي:
مخاطر صحية: تتمثل في انتشار الأوبئة والأمراض.
مخاطر اقتصادية: تتجلى في ارتفاع معدلات البطالة.
مخاطر اجتماعية: وهي الأكثر إيلاماً، ونراها في زيادة معدلات الجريمة والعنف.
طرق المعالجة:
بالتأكيد فإن طرق المعالجة يجب أن تنطلق من إيجاد الحلول المثلى لإدخال الفقراء في العمل، إن كان من خلال تشغيل من لا يعمل منهم، أو من خلال رفع مستويات دخول الباقين، ولتحقيق هذا الأمر لا بد من النظر إلى خارطة الفقر حول العالم بطريقة أكثر عمقاً، لنجد بأن نحو (75 %) من فقراء العالم يعيشون بالأرياف، وعليه فإن الطريقة المثلى إنما تتجلى في اتباع استراتيجية بعيدة المدى لتنمية الأرياف، إضافة إلى دعم المبادرات الفردية التي تركز على المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر كتجربة بنك الفقراء المعروفة.
لكن ولنكون أكثر منطقية فإن تحقيق هذا الأمر إنما يتطلب تضافر إرادة قوية من الدول المتقدمة لتحقيق ذلك، هذه الإرادة التي نراها غير متوافرة على الإطلاق اليوم، طالما أن هذه الدول تعتبر موضوع الفقر من المواضيع الهامشية التي لا تتطلب سوى القليل من التبرعات والمعونات بنظرهم لتحل تلقائياً، بل ويعتبرونها في ظل إداراتهم للاقتصاد العالمي اليوم نتيجة حتمية لعالم يريد أن يستمر الأغنياء في غناهم على الدوام، مما سيؤدي بالطبع إلى زيادة الفقراء فقراً على الدوام.
إن هذه المنظومة الاقتصادية تديرها الدول المتقدمة عبر المؤسسات الاقتصادية الدولية الثلاث المعروفة (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية)، والتي تسمى أيضاً باسم الثالوث المقدس، من خلال سياسات غالباً ما تكون متكاملة فيما بينها هدفها الأساسي على الدوام إبقاء السيطرة التامة على موارد العالم.
ويكفي ها هنا بأن نقارن بين ما تدفعه هذه الدول لمعالجة الفقر من مبالغ لا تتجاوز عشرات قليلة من الملايين سنوياً، وبين ما دفعته هذه الدول من أضعاف مضاعفة لمعالجة آثار الأزمة الاقتصادية في بلدانها، من خلال خطط التحفيز الاقتصادي والتي وصلت إلى تريليونات الدولارات في عام واحد.
المشكلة في الأمر بأن هذه المنظومة قد أقنعت بطرقها الدول النامية كافة، في اتباع سياسات اقتصادية موحدة، لاستمرار رضوخها لعملية النهب العالمية المنظمة، وذلك من خلال إقناعها باتباع الوصفات السحرية من هذه المنظمات لإصلاح اقتصادياتها الوطنية، هذه الوصفات التي تسمى أيضاً بـ(روشيتات) صندوق النقد والبنك الدوليين، طالما كان لها آثار اجتماعية بالغة من خلال اعتمادها لسياسات اقتصادية انكماشية على الدوام كرفع الدعم عن السلع الأساسية والغذائية وتحرير الأسعار والابتعاد عن الضمان الاجتماعي، كل هذه الطرق التي أدت إلى نتيجة واحدة حول العالم في معظم الدول التي اتبعتها ألا وهي الاندماج في الاقتصاد العالمي الدولي الذي يفرض تقسيماً مباشراً في مجتمعات الدول المنضمة إليه من خلال زيادة الأغنياء غنى والقضاء على الطبقة الوسطى وبالتالي زيادة عدد الفقراء.
لكن السؤال المطروح اليوم وفي ظل استمرار السياسات الاقتصادية العالمية، هل سيتحمل العالم نتائج هذه السياسات؟
وهنا أقتبس بعض ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية السنوي عن العام (2008) للإجابة على هذا السؤال:
(إن عالم اليوم يجلس فوق قنبلة اقتصادية اجتماعية سياسية موقوتة، فمع أن ملايين البشر انضموا إلى الفقر، ألقيت مشكلاتهم في العربة الأخيرة لقطار زعماء السياسة الدولية، ورجال الأعمال وهم يصارعون للنجاة من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية).
منقول
أسباب الفقر:ويعود السبب الحقيقي للفقر بشكل أساسي إلى تراجع دخل الفرد الذي يؤدي إلى تراجع مستويات الإنفاق إلى ما دون الحدود الدنيا التي حددتها المؤسسات الدولية، والتي يقاس حدها الأدنى بدولار واحد يومياً.
ولكن ومن فترة إلى أخرى تظهر عوامل متعددة تزيد أو تنقص من معدلات الفقر حول العالم، ففي الفترة الممتدة من عام (2000) إلى العام (2006) شهدت أرقام الفقر تراجعاً ملحوظاً في تقارير التنمية البشرية، ويعود ذلك أساساً إلى تراجع معدلات الفقر بشكل كبير في دولتين فقط هما الصين والهند، نتيجة لاتباعهما سياسات اقتصادية محفزة رفعت من مستويات الدخول، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد نحو نصف مليار نسمة في هذين البلدين عن خارطة الفقر المدقع.
ونتيجة للأزمة المالية العالمية، التي ما لبثت أن تحولت إلى أزمة اقتصادية مولدة موجة من الركود ضربت البلدان كافة، انخفضت معدلات النمو حول العالم حتى في أكثر البلدان نشاطاً كالصين، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الوظائف في معظم بلدان العالم، وأمام مثل هكذا ظروف غالباً ما يكون الخاسر الأكبر هو الأسر الفقيرة والمتوسطة الدخل، والتي تراجع إنفاقها حول العالم، مما دفع بعشرات الملايين منها إلى براثن الفقر، الأمر الذي أكدته التقارير الدولية والتي توقعت أن تصل الزيادة في أعداد الفقراء نتيجة لآثار الأزمة الاقتصادية العالمية إلى أكثر من (100) مليون نسمة.
مخاطر الفقر:
للفقر مخاطر عديدة يمكن اختصارها في الآتي:
مخاطر صحية: تتمثل في انتشار الأوبئة والأمراض.
مخاطر اقتصادية: تتجلى في ارتفاع معدلات البطالة.
مخاطر اجتماعية: وهي الأكثر إيلاماً، ونراها في زيادة معدلات الجريمة والعنف.
طرق المعالجة:
بالتأكيد فإن طرق المعالجة يجب أن تنطلق من إيجاد الحلول المثلى لإدخال الفقراء في العمل، إن كان من خلال تشغيل من لا يعمل منهم، أو من خلال رفع مستويات دخول الباقين، ولتحقيق هذا الأمر لا بد من النظر إلى خارطة الفقر حول العالم بطريقة أكثر عمقاً، لنجد بأن نحو (75 %) من فقراء العالم يعيشون بالأرياف، وعليه فإن الطريقة المثلى إنما تتجلى في اتباع استراتيجية بعيدة المدى لتنمية الأرياف، إضافة إلى دعم المبادرات الفردية التي تركز على المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر كتجربة بنك الفقراء المعروفة.
لكن ولنكون أكثر منطقية فإن تحقيق هذا الأمر إنما يتطلب تضافر إرادة قوية من الدول المتقدمة لتحقيق ذلك، هذه الإرادة التي نراها غير متوافرة على الإطلاق اليوم، طالما أن هذه الدول تعتبر موضوع الفقر من المواضيع الهامشية التي لا تتطلب سوى القليل من التبرعات والمعونات بنظرهم لتحل تلقائياً، بل ويعتبرونها في ظل إداراتهم للاقتصاد العالمي اليوم نتيجة حتمية لعالم يريد أن يستمر الأغنياء في غناهم على الدوام، مما سيؤدي بالطبع إلى زيادة الفقراء فقراً على الدوام.
إن هذه المنظومة الاقتصادية تديرها الدول المتقدمة عبر المؤسسات الاقتصادية الدولية الثلاث المعروفة (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية)، والتي تسمى أيضاً باسم الثالوث المقدس، من خلال سياسات غالباً ما تكون متكاملة فيما بينها هدفها الأساسي على الدوام إبقاء السيطرة التامة على موارد العالم.
ويكفي ها هنا بأن نقارن بين ما تدفعه هذه الدول لمعالجة الفقر من مبالغ لا تتجاوز عشرات قليلة من الملايين سنوياً، وبين ما دفعته هذه الدول من أضعاف مضاعفة لمعالجة آثار الأزمة الاقتصادية في بلدانها، من خلال خطط التحفيز الاقتصادي والتي وصلت إلى تريليونات الدولارات في عام واحد.
المشكلة في الأمر بأن هذه المنظومة قد أقنعت بطرقها الدول النامية كافة، في اتباع سياسات اقتصادية موحدة، لاستمرار رضوخها لعملية النهب العالمية المنظمة، وذلك من خلال إقناعها باتباع الوصفات السحرية من هذه المنظمات لإصلاح اقتصادياتها الوطنية، هذه الوصفات التي تسمى أيضاً بـ(روشيتات) صندوق النقد والبنك الدوليين، طالما كان لها آثار اجتماعية بالغة من خلال اعتمادها لسياسات اقتصادية انكماشية على الدوام كرفع الدعم عن السلع الأساسية والغذائية وتحرير الأسعار والابتعاد عن الضمان الاجتماعي، كل هذه الطرق التي أدت إلى نتيجة واحدة حول العالم في معظم الدول التي اتبعتها ألا وهي الاندماج في الاقتصاد العالمي الدولي الذي يفرض تقسيماً مباشراً في مجتمعات الدول المنضمة إليه من خلال زيادة الأغنياء غنى والقضاء على الطبقة الوسطى وبالتالي زيادة عدد الفقراء.
لكن السؤال المطروح اليوم وفي ظل استمرار السياسات الاقتصادية العالمية، هل سيتحمل العالم نتائج هذه السياسات؟
وهنا أقتبس بعض ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية السنوي عن العام (2008) للإجابة على هذا السؤال:
(إن عالم اليوم يجلس فوق قنبلة اقتصادية اجتماعية سياسية موقوتة، فمع أن ملايين البشر انضموا إلى الفقر، ألقيت مشكلاتهم في العربة الأخيرة لقطار زعماء السياسة الدولية، ورجال الأعمال وهم يصارعون للنجاة من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية).
منقول
عدل سابقا من قبل عبدالعزيز محمد الحسن في الأحد 13 يونيو 2010 - 9:39 عدل 1 مرات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 1 مارس 2024 - 22:40 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» كلامات
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:57 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» اللهم رحمتك
الأحد 3 ديسمبر 2023 - 16:43 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» سجل دخولك للمنتدى بالصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الأحد 3 ديسمبر 2023 - 16:40 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» سجل حضورك باسم منطقة؛ معلم بارز ؛شخصية من مدينة شندي
الأحد 3 ديسمبر 2023 - 11:53 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» اين انتم؟؟
الخميس 17 أغسطس 2023 - 12:09 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» كيف نجعل من شندي مدينة نموذجية ؟؟؟
الأحد 12 سبتمبر 2021 - 21:02 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» ذكريات قروي
الأحد 12 سبتمبر 2021 - 20:57 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» رسائل إداريـة
الأحد 12 سبتمبر 2021 - 20:07 من طرف عبد الرحمن احمد الحاج
» اللهم ارحم عمنا عبد الله أحمد عباس
الخميس 4 يونيو 2020 - 14:00 من طرف الحسين محمد
» إلى جنات الخلد برحمة الله عثمان عبدالله هلال
الخميس 21 مايو 2020 - 12:44 من طرف الحسين محمد
» الشاعر المركون وشعره المهجور
الأربعاء 6 مايو 2020 - 8:55 من طرف الحسين محمد
» نعي وتعزية
الإثنين 4 مايو 2020 - 9:02 من طرف الحسين محمد
» نشاط الجمعيات التعاونية في شندي وريفها
الثلاثاء 28 أبريل 2020 - 13:17 من طرف الحسين محمد
» رمضان مبارك
الثلاثاء 28 أبريل 2020 - 13:13 من طرف الحسين محمد
» تأكل
الجمعة 8 يونيو 2018 - 5:23 من طرف الحسين محمد
» نميري وقصص منسوجة
الخميس 7 يونيو 2018 - 12:38 من طرف الحسين محمد
» رحل كمال عليه الرحمة
الثلاثاء 5 يونيو 2018 - 7:00 من طرف الحسين محمد
» انا لله وانا إليه راجعون
الجمعة 25 مايو 2018 - 18:01 من طرف الحسين محمد
» إنا لله وإنا إليه راجعون
الأربعاء 28 مارس 2018 - 8:40 من طرف الحسين محمد