فصـــــــــول ... من تاريخ مدينـة شنـــــــدى

أود ان اثبت ما جمعتــــــــــــــــه عن نشأة ، تاريخ وتطور مدينة شندى خلال الحقب المتعاقبــــــــــــــــــة . ارحب بالاضافات والتصحيــــــــــــــــح .....

بدأت حاضرة شندى ..مع استقرار الانسان القديم على ضاف نهر النيل .والتحول التدريجى من العصر الحجرى الحديث الى عصر تعلم الزراعة والرعى ومن ثم الاستقرار وتكوين التجمعات الحضرية .لايعلم بالضبط متى بدأت هذه التجمعات فى نواحى حاضرة شندى لكن من المؤكد ان المنطقة ما بين فندق الكوثر شمالا حتى تخوم منازل آل شنان جنوبا قد شهدت سكنا شبه متواصل خلال الاربعة الاف عاما الماضية . من هنا كانت بدايات مدينة شندى .يؤكد على ذلك ما كشف عنه من جبانات وبعض الاثار فى مجيط فندق الكوثر وقريبا من مدرسة شندى الثانوية سابقا ( متوسطة عبد الله بن عباس حاليا ) وحول تخوم قلع آل شنان .كانت هذ المنطقة المرتفعة فليلا عن الكرو ( الكرو هو المساحة التى يغمرها الفيضان بعد الجروف ) كانت تشكل وضعا مناسبا ومثاليا لبداية نشأة الحواضر .مثلها مثل منطقة البجراوية وحوش الكافر ( قرب قرية الهوبجى ) ومنطقة البركل فى شمال السودان .فقد كانت قريبة من النهر حيث مورد المياه الدائم للشرب وقريبة من الكرو حيث بدأت الزراعة البدائية بعد انحسار الفيضان .كما ان الحشائش الغزيرة فى الكرو كانت مرتعا و مرعى مناسبا للحيوانالت والمواشى .والكرو حول مدينة شندى كان منسعا وشاسع الابعاد وقد حجم كثيرا فى الوقت الحالى بانشاء مناطق البساتين والجنائن جولها ............نواصل

اختلف فى معنى تسمية شندى . كما اختلف فى تاريخ اطلاق هذا الاسم عى هذه المنطقة - الاشكال ان المدن والحواضر قديما لم تكن بالشكل الذى نعهده اليوم .فالحواضر لم تكن متصلة اتصال مدن اليوم باحيائها ومرابعها بل كانت الحواضر على شكل تجمعات صغيرة متناثرة متفرقة على طول ضاف النهر وعلى امتداده . يفصل بين كل تجمع وتجمع مسافات ومساحات تطول وتقصر بتقدير العلاقات والمصالح المشتركة بين كل نجمع وآخر. وهذا واضح تماما مما كشف عن امتداد عاصمة ا الدولة المروية - مروى ( البجراوية ) - فقد وجد على انها امتدت بطول النهر لما يقارب العشر كيلومترات . وبما ان شندى كانت حاضرة ابان الفترة المروية فانه يعتقد ان هذا المسمى ( شندى ) كان يطلق على التجمعات الحاضرة على امتداد الكرو ما بين جامعة شندى ( المشرع القديم ) شمالا حتى تخوم قلع شنان جنوبا .ومما يؤكد ذلك ان بوركهارت عند زيارته لشندى ابريل عام 1814 م قد ذكر ان شندى عندئذ كانت تتكون من اربع حلالات بينها مسافات متسعة . وسوف نعرض لذلك فى حينه عند استعرض ما كتبه بوركهارت عن زيارته تلك

اختلف الروايات فى معنى كلمة ( شندى ) ولم اطلقت على هذا المكان .بعض الروايات تقول ان الكلمة نوبية قديمة ومعناها البيع نقدا .قالوا ان شندى ابان العهد المسيحى حوالى القرن السادس الميلادى وما بعده كانت سوقا كبيرة ورائجة للرقيق بمختلف انواعه واشكاله . يجلب لها من الجنوب والغرب . وقيل ان تجارها كانوا معروفيين بعدم قبول البيع الاجل لذا سميمت مكان البيع نقدا . رواية اخرى تقول ان كلمة شندى مع تحريف قليل تعنى فى النوبية القديمة ( الشفة ) وانه لما كان نهر النيل عند مدينة شندى ينحنى انحنائة متعرجة تشبه شكل الشفـــة لذا سمى المكان شندى . لكن المرجح : ان كلمة شندى فى اللغة المروية تعنى ( فحل الكباش ) وقد للكباش وضع خاص فى الدولة المروية ذلك واضح من قاعة الكباش فى مدخل القصر فى النقعة ومن تماثيل الكباش الكثيرة التى وجدت فى مروى العاصمة .( البجراوية ) ويرجح ان الكرو الكبير الذى تطل عليه شندى كان مرعا للكباش الملكية المروية . و منطقة شندى لاتزال حتى اليوم تذخر بسلالات من انواع الكباش الممتازة

كان بدايات دخول المسيحية للسودان من الجنوب المصرى حوالى القرن الثالث الميلادى ولكن بلاد النوبة ( السودان كما سمى لاحقا ) دخلت بعد انهيار مملكة مروى حوالى منتصف القرن الرابع الميلادى : فى فيما يسمى بالفترة المظلمة اذ لا يعرف الا القليل عن التطور والتجمعات الحضرية فى هذه الفترة . لكن من المؤكد ان هذه الفترة قد شهدت زيادة كبيرة فى عدد المسيحيين فى ما يسمى عندئذ ببلاد النوبة . وتأثر شمال البلاد بالمسيحية القادمة من مصر وتأثرت المناطق الوسطى بالكنيسة الحبشية وقد توج ذلك بقيام مملكة المغرة فى الشمال وعاصمتها دنقلا العجوز ومملكة علوة فى الجنوب وعاصمتها سوبا وذلك حوالى منتصف القرن السادس الميلادى وقد امتد نفوذ مملكة علوة حتى منطقة شندى الى شمال منطقة كبوشية الحالية تحديدا . فى هذه الفترة بدأ ظهور شندى الحضارى والتجارى - الواضح - وقد تحول لها هذا الدور تحديدا بعد انهيار مملكة مروى وتدمير عاصمتها تدميرا كاملا جوالى منتصف القرن الرابع الميلادى ,فبدأ فى هذه الفترة الحديث غن شندى كسوق وكملتقى للقوافل
للمزيد ... انظر كتاب : السودان عبر القرون ..

ظلت مدينة شندى مسيحية الديانة والحكم لعدة مئات من السنين حوالى ستمائة عام .و نسبة لوقوع شندى فى اقصى حدود دولة علوة الشمالية فقد ازدادت اهميتها بالنسبة لدولة علوة المسيحية - فكانت نقطة اتصال تجارى وثقافى - وحماية - بين دولة علوة والعالم الخارجى . و رغم تأثر دولة علوة الكبير بالكنيسة الحبشية الا ان معظم تجارتها كان شمالا عن طريق شندى ، فكانت شندى اكبر سوق فى الدولة بلا منافس . فيها تتجمع طرق القوافل شمالا الى دنقلا وشرقا الى مصوع وعيذاب وغربا الى كردفان . لم يعرف الكثير عن هذه الفترة مع ان هناك بعض الاثار التى وجدت تدل على انه كان هناك عدد من الكنائس الفخمة ودور العبادة المسيحية . لكن اللافت ما ذكره االبروفسير براين هوكوك - كان استاذا للأثار بجامعة الخرطوم ومتخصص فى تاريخ الدولة المروية . ذكر انه لما زاد عدد المسلمين فى حاضرة شندى خاصة بعد القرن العاشر الميلادى - بتأثير التجار والقادمين من الشمال ، استأذن المسملون فى ان يكون لهم مسجد فى الحاضرة .فاقتطعت لهم قطعة من الارض فى طرف المدينة الشرقى عند الجبانة ( المقبرة ) يقيموا فيه شعائرهم .فكان ذلك مكان مسجد السوق الحالى . فقد كانت نهاية المدينة من ناحية الشرق حتى زيارة بوركهارت الرحالة النمساوى الى شندى عام 1814 كانت نهاية المدينة شرقا هى مكان مسجد السوق الحالى وكانت شرقه مقبرة تمتد شرق المسجد تشمل ميدان المولد القديم ( موقف الحافلات الخالى ) حتى شرق زاوية التجانية . كانت مقبرة مسيحية ومن ثم يعد اسلامية والله اعلم . وقد اعيد بناء المسجد فى العصر التركى بعد اعادة اعمار شندى عام 1850 . فقد ظلت شندى مهجورة تماما بعد حملة الدفتردار عام 1824 ولمدة 25 عامل ترعى فيها الوحوش والهوام

بوركهارت االرحالة النمساوى الذى زار شندى عام 1814 م لم يذكر مسجد شندى مع انه وصف مسجد الدامر بالتفصيل واسهب فى فى وصفه . بوركهارت كان قد مر بالدامر قبل ان يصل الى شندى . ومع انه مكث حوالى الشهر فى شندى الا اننا نراه يكتب انه لم يشاهد مسجدا فى شندى بل حتى لم يسمع آذنا مثل ما سمع فى الدامر . ربما كان السبب ان المسجد كان نائيا فى طرف المدينة الشمالى الشرقى- وهذا يعزز رواية ما ذكرناه سابقا عن سبب اختيار هذا المكان بالتحديد - وربما كان السبب الاخر هو ان منزله كان فى ما كان يسمى حلة الدناقلة وهى تقع الى الجنوب الغربى من مدرسة كامل الحالية . كما ان المسجد ربما كان صغيرا وملحق بالخلوة والمسيد كما هو الحال فى ثقافة المساجد ابان عهد السلطنة الزرقاء . الدامر كما ذكر بوركهارت نفسه كانت - تحت حكم المجاذيب - وكانت متأثرة كثيرا بمصر والازهر الشريف . ذلك ربما جعل صورة المسجد قريبة من صورها فى مصر . كما ان انطباع بوركهارت عن الدامر انها مدينة دينية تهيمن عليها الروح والتعاليم الاسلامية التى كان يبثها فيها حكامها من المجاذيب . اما شندى فكان انطباعه عنها انها مدينة تجارة وثراء ولهو وسنعرض لذلك بالتفصيل عند استعراض مذكراته

الاخ محمد عوض
ســـــلام .. وشكرا على المداخلة
كانت حملة الدفتردار .. ظالمة وقاسية وشنيعة
وسنكتب عن ذلك تفصيلا فى حينه
سكان شندى - الحاضرة - عندئذ كانوا عندئذ حوالى 5000 نسمة
لكن الحملة شملت كل من واجه الحملة فى طريقها من كردفان الى منطقة شندى ، جنوبا وشمالا
قتل بعضهم وهرب الكثير قبل واثناء الحملة . تركوا بيوتهم ومزارعهم واملاكهم
بالنسبة الى المدينة بالذات فقد حرم على الناس العودة الى مساكنهم ومزارعهم وكان من مصير من يعود القتل والتنكيل المزارع صودرت .. ووزعت على بعض جنود الحملة من السودانيين والاتراك
ظل الحال هكذا - شندى خالية تماما من السكان - خراب تجوم فيه الوحوش والهوام
حتى عام 1850 تقريبا عندما رضى عنها الاتراك وزال الغضب وبدأت تعود الحياة اليها رويدا رويدا
لذلك لا نجد الان عائلة فى شندى ترحع اصولها فى المدينة الى ما قيبل تارخ 1850 م

تسلم يا شريف
علي المعلومات

شكلك تعرف الكثير من تاريخ المدينه

حدود شندى من ناحية الشمال كانت جنوب كلية الطب الحالية ( بيت المفتش سابقا ) .شمال كلية الطب كان موقف القوافل .علمنا ذلك مما ذكره بوركهارت .فقد جاء من مصر مصاحبا لقافلة . وقال ان القوافل كانت لا تدخل المدينة الا بعد مغيب الشمس . اذا وصلت نهارا كانت تستريح فى ظل نخلات خارج حدود المدينة . اين كان هذا الموقع ؟؟ واين كانت تلك النخلات . حدد المكان بالتقريب من زمن مغادرة القافلة بيوضة حتى وصولها مشارف شندى . لقد تحركت القافلة عصرا من بيوضة ( الملاحة ). وبيوضة كما كانت تسمى عندئذ هى مكان قريب من الشقالوة والمسيكناب . كانت من اهم مناطق انتاج ملح الطعام وتكريره فى عهد السلطنة الزرقاء .كان بها عدد مقدر من المعامل البسيطة للأنتاج والتكرير والتعبئة. من هناك كان ينقل ملح الطعام بعد تكريره وتعبئته الى سوق شندى . فقد كانت شندى ابان عهود السلطنة الرزرقاء اكبر سوق لانتاج ملح الطعام فى بلاد النوبة الجنوبية . منها كان ينقل جنوبا الى سنار وغربا الى كردفان ودارفور . وكان ملح الطعام من اهم السلع التى كانت تباع فى سوق شندى . بتحديد الزمن الذى استقرقته الرحلة من ( بيوضة ) الى خارج حدود مدينة شندى يتضح أن هذا النخلات كانت تقع قريبا من مكان ورشة السكة الحديد التى ازيلت . مكانها الان محطة الكهرباء . وقد شهد عدد من سكان شندى ان هذا النخل كان قائما - جنوب الورشة وقريب منها -حتى ستينات القرن الماضى عندما هدمت بيوت السكة الحديد واقيم مكانها حى الزهور الحالى

من ناحية الشرق ، كما ذكرنا سابقا كانت حدود المدينة كانت الجبانة ( المقبرة ) التى كانت تمتد شرق مسجد السوق الحالى .شاملة الجزء الشرقى من السوق الحالى وميدان المولد القديم حتى شرق زاوية التجانية الحالية . فى القديم لم تعرف المجتمعات المقابر الجماعية .كانت المدافن قريبة من التجمعات الحضرية .( استثناء العائلات المالكة كما فى دولة مروى) . وكان من عادة اهل النوبة القدامى ان تكون مدافنهم دائما نحو الشرق ، مطلع الشمس طلبا للخلود والبقاء . لذا كان مكان الجبانات يدل على الحواضر غربها . وكما ذكرنا سابقا فقد كانت شندى فى القديم تجمعات حضرية صغيرة متناثرة على حواف الكرو . لذلك فقد توالى اكتشاف الجبانات والمقابر القديمة فى محيط فندق الكوثر وعلى حواف الكرو حتى جنوب قلع شنان وحول مدرسة كامل للبنات . بدأت ظاهرة المقابر الجماعية بعد دخول المسيحية الى بلاد النوبة . لذا اغلب الظن ان هذه المقبرة الجماعية الكبيرة شرق مسجد السوق كانت ترجع الى ذلك العهد .فقد كان من عادة اهل الاسلام فى عهود السلطنة الزرقاء ان تكون مدافنهم مع شيخ او ولى او رجل صالح فهكذا كانت مقبرة شندى الاساسية ابان عهد السلطنة الزرقاء هى المقابر حول قبة ابوفراج فى حلة شندى فوق الحالية . وبعد المهدية وزيادة عمران شندى انتقلت المقبرة الى مكانها الحالى ( ود عمران ) جنوب مربع 17

قلت : كانت شندى قبل مئات السنين مسيحية السكان - اغلبها - مسيحية السلطان والحكم .كان عدد المسلمون قليل فأستأذنوا اهلها من دين المسيح ان يكون لهم مسجد يقيموا فيه مشاعرهم فاقتطعت لهم قطعة من الارض فى اقصى طرف المدينة الشرقى , اقاموا عليها مسجدهم .ثم دار الزمان وانقلب الامر .وقبل ما قارب الستين عاما استأذن الاقباط فى شندى ان تكون لهم كنيسة يؤدوا فيها مشاعرهم الدينية .يقال انهم وسطوا فى ذلك ناظر الجعليين عندئذ حاج محمد البيه -عليه الرجمة - فاقتطعت لهم قطغة من الارض فى اقصى طرف المدينة الشمالى .اقاموا عليها كنيستهم .فسبحان القائل ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) صدق الله العظيم

شكرا جزيلا على المعلومات القيمه.حقيقه رغم حبنا لشندى لكننا نجهل الكثير من تاريخها، أرجوك أتحفنا بالمزيد كل ما سنحت لك فرصه.

الشريف اديك ربي العافية
معلومات قيمة جداً
ونرجو منك المزيد
ولك ألآف التحايا[b][i]

اين انت يالشريف

Right]اشتهرت حسان شندي بالجمال الفاتن والأصل الكريم فقصدها الأدباء و الشعراء ودارت فيها مغامرات و روايات بسبب التقاليد التي تحول دون رؤية المحبوبة أو التقرب منها. فهذا الشاعر الكبير ابراهيم الفراش يقع في حب إحدى الحسان ويدعو ربه أن يجمعه بها في دارها ذات البساتين العامرة.

يا رب يا كريم أنا ليك بعاين تبرّد مني نار الغبائن
يهب بيرقنا في شندي أم جنائن وأشوف البيت ال في الحلة بائن

ويتذكر الشاعر محبوبته في هجعة الليل وينظر إلى السماء الصافية فلا تعرف عينيه طعم النوم فينهض إلى بعيره ليصحبه إلى دارها.
من عصرا كبير رفّت كراعي مرق نجم الدغيش ورجيته واع
ركب أصهب نشيط للكل يراع جدع ديسا محرّت فوق ذراعي
بشد واركب على جملا بيسري يا رب يا كريم تبرّد لي حرّي
طريت زولا ملك عقلي وفكري صعيد شندي و صباح العقبة قري

وتساوره الهواجس والهموم ويختل فكره وعقله حين يصل إلى دار محبوبته. ويتردد كثيرا أمام دارها يبحث عن وسيلة لرؤيتها.
بقيت في جلجلة وشيتا يكفّر كلما طريت أشد وأركب وادفّر
أتاوق* بالحيط وأدور أطفّر* نعلت إبليس نزل في الأرض أحفّر

ويخاطب الشاعر نفسه مفتخرا بحبه ومعتزا بمغامراته كل اعتزاز رغم أن المحبوب قد سلب عقله ولا علاج له سوى أن يتذوّق ريقها.
في الحبيب أنا ولّف حكاوي نارك يا أم رشوم في الجوف تداوي
كان عقلي انسلب ياني غاوي بحلف باليمين ريقك يداوي

أما الشاعر على الأمين ود عمر :

أخضر زرعى لونه زى الدر سنونه ما بنقدر نخونه وفى شندى فوق سكونه
و هناك أغنية شهيرة للفنان حسين شندي مطلعها

آه يا قلبي روح واتدرع حديد للمالك حياتي في العام الجديد
انت مناك عيد يا ال في شندي ساكن السكة الحديد

كذلك كانت المدينة مقرا لشعراء الهمباتة الذين نظموا شعرا ممتازا في الغزل وإرضاء المحبوبة بأي ثمن. فهذا الطيب ود ضحوية يستعد في


من شندي استعدّينا ومرقنا خلاص طرى المريودة واتدردق عليها أبو راس
كان بنتلاقى في فنقة وضرب رصاص ما بيجيبونا ناس طرطور*مع القصاص

ويقود ود ضحوية والضرير قطيعا من الإبل ويعبر بها نهر عطبرة غيرآبه بما يتعرّض له . فهو يحمل سلاحا فتّاكا. ولن يرد هذه الإبل إذا تغلّب عليه رجال البوليس لأنهم لن يجدوا دليلا يدينه بالسجن.

قطعنا الأطبراوي وبنادقنا عبيناهن وكم إبلا سمان في صدورنا صاورناهن
المقصود سجن وأيامنا عدّيناهن والبينة بترد يا فندي ما شفناهن

أما الذين اعتادوا حياة البيوت فقد انحط مقامهم وأصبحوا يهتمون فقط بالحديث عن النساء وتلطيخ الشرف وكشف المستور. وهذا عيب كبير وليس من شيم الرجال.

ناس قدر الله قاعدين في البيوت ما بختروا غير قلنا وكشف حال الحريم ما بستروا
أخير أختر براي أسد الرضيمة* انتروا* صاحبي إن ذلّ ما بفشاه عيبه بستروا

وتم تشكيل محكمة لطه الضرير وحضرت محبوبته (السارة) جلسة النطق بالحكم. وعند دخول الضرير لم تتمالك (السارة) نفسها وأجهشت بالبكاء. فرد الضرير قائلا:
الجبّال قطعته وطريت الهايف
..............................................
السبب ال خلّاني لي مال العدايا أسايف
دموع السارة يا نصراني زي ما شايف

وتسمع السارة هذا الإقرار فتتدفق عاطفتها بصورة تتخطى حواجز المكان والزمان لتزغرد من داخل قاعة المحكمة ليخيم الصمت على الجميع ويستفسر القاضى الإنجليزي عن الأمر فتترجم له أبيات الشعر. فما كان منه إلا أن يعلن براءة الضرير ويصدر العفو عنه في الحال



منقول
من اوت اونلاين
للكاتب
ساردية

أم احمد كتب:شكراً يا مندر وهذه المشاركة نموذج جيد لنوعية المواضيع المنقولة التى تضيف للمنتدى ..
وشكراً جزيلاً للأخ سارديه وقلمه المميز .

أخي مندر لك تحياتي وخالص تقديري. وهذا الإقتباس والنقل الجميل مع ذكر المصدر يشير إلى نفس نبيلة وسامية وصادقة.واتمنى ان نتعاون جميعا في
تقديم لوحات جميلة عن بلدنا في كل مكان جميعا. ولابد أن نشيد بما تقدمونه من صفحات ناصعة من تاريخ شندي.
ومتابعين

لك وللأخت ام احمد خالص تحياتي