جمال وقلوب- التيجاني يوسف بشير

وعبدناك يا جمال وصغنا -- لك أنفاسنا هياما وحبا
ووهبنا لك الحياة وفجرنا -- ينابيعها لعينيك قربى
وسمونا بكل مافيك من -- ضعف جميل حتى استفاض واربى
وحبوناك ما يزيدك يا لغز -- وضوحا وأنت تفتأ صعبا
وذهبنا بما يفسر معناك -- بعيدا وأنت أكثر قربا
من ترى وزع المفاتن يا حسن -- ومن ذا أوحى لنا أن نحبا
من ترى علم القلوب هوى الحسن -- وقال اعبدى من السحر ربا
من ترى الهم الجمال وقد أعطاه -- من جبرة الحوادث عصبا
أن يبث الهوى مفاتن فى جفن -- بليغ وأن يجود ويأبى
من ترى وثق العرى بين مسحورين -- أسماهما جمالا وقلبا
انه صانع القلوب التى -- تنصب فى قالب المحاسن صبا
يا جمال الحياة فى حيثما كان -- أمانا وحيثما كان رعبا
وجمال الحياة فى كل من أعمل -- شرقا وكل من سار غربا
أقس يا حسن ما تريد وتبغى -- أو فكن هينا على النفس رطبا
أنا وحدى دنيا هوى لك فيها -- كل كنز من المشاعر قربى

هذه القصيدة الجميلة احفظها وانا في الاولية وهي الشاعر جيلي عيد الرحمن له الرحمة
أحِـنُ إلَيكِ يا عبـري حـنيناً ماج في صـدري
وأذكُـر عـهـدُكِ البَسام عهد الظِـلُ في عُمري
تطوف بِخاطِري الذِكرى مِن الأعماقِ مِن غَوري
وتـبـدو في مفاتنها كَطَيـفٌ خـالـدٌ يَسري
علَيهِ غـلالـة سـوداء ذابـت في رؤى الفجـرِ
طِـيوفٌ لسـتُ أنسـاهـا ورُبْ يُعافُها غَيـري
أنـا ظَـمَـآنُ يا عبـري إلى الأمـواهِ والطَيـرِ
إلى كُثْبانِـكِ الغـرقـى هُـناك بِحـافـةِ النهـرِ
يُـذهِـبُها سَـنـا الشمـسِ بِأكـوام مِـن التِـبْرِ
ونَخَـلُكِ رامِقُ النظـراتِ مـِلءُ السفحِ والجِسـرِ
يَـطِلُ على رُبـى النيـل ويحـمِـل أطَيبُ التَمْرِ
غِـذاءٌ ... دائِـمٌ ... حُلـوٌ لنا في البَردِ والحَـرِ
وأطـباقٍ مُـبَعَـثَـرةٍ على أكـواخُكِ السُـمْـرِ
تُــلألأ مِـثلُ آمـالٍ نَـمَتَ فـي جـدبة القفرِ
خَـلَفَ جِـبالُكِ الثُكـلى عُــتاةِ الجِنِ والشرِ
وأعـرابٌ ... وألغـازٌ تُحَـيِـر عالَم الفِكرِ
تُـخَـوِفُـني بِـها أُمـي تقول طـويلةُ الشعرِ
وأرجُـلها مِـن الطين وأَعَيُنِها مِـن الجَـمَرِ
وسـاقِـيةٍ مُرنحـةٍ تُجَـرجِـرُهـا قـوى الثَورِ
تَدَلَت أُذْنِهِ تعـباً مِــن الإنهـاكِ والسَيـرِ
ويَـمَـشـي خَـلَفَهُ الفَلاحُ وهَـو مُقَوسِ الظهـرِ
تغَيِم بِعَـيـنِهِ الـدُنَيا ويلعنُ ذُلـةِ الفقرِ
وتَجـثُمُ خـلفِها الأُخرى وتَشَكو قسَوة الهجـرِ
أَجَــل قَد ماتتِ الأبقارِ والمَحَصولِ لا بغـري
ونجَري نَحَنُ أغراراًونُلقي الطوبُ في البئـرِ
ونَبَني كـوخِنا المُختار بِالطـين وبِالصخـرِ
فَـمـأدبـةٍ بِـلا خُــبـزٍ وزيجـاتٍ بِلا مَـهـرِ
ويَوم غـرِقتُ في النهـرِ وأُختي ولَولَت تجري
وصاح الناسُ مِن هَـولٍ وماج الجمعُ في ذُعـرِ
وأنَقـذَني مِن المَوتِ فـتـى قد هالهُ أمري
أَكَلَنا لَحَـمِ تِـمـسـاحٍ وذُقَنا أَرَنَـبِ البرِ
وعَـــيـشاً قد عـرِفناهُ حُـثالاتٍ مِـن البِرِ
نُـجَـهِزُ ذَبحـةِ الضَأنِ لعيدِ الفِطرِ والنحرِ
فَنَشَـبَع فيهِما لَحَـماً ونُعطي البعضُ لِلغَيرِ
أنا ظَمَآنُ يا قلبي إلى ساي .. إلى عبري
إلـى عَـنَـزاتي الصُغَرى إلـى لَيلاتي الغرِ
أُقْـضيها بِلا قَيدٍ مـع الأطفالِ ... والبَدرِ
سَــذاجـاتٌ وأَخَيِلةٌ تُظَـلِلها يــدُ الطُـهْرِ
نَـــشـاوى مِثْلُ أَسَماكٍ تَعومُ بِرائِقِ النهرِ
حَـنيني جارِفٍ ، عاتٍ بِرغمِ المسلكُ الوعِـرِ
تَـراني كَيف أَنَساهُ وقـد أَوَدَعَـتُهُ عَـبَري.