شكراً قد علمتني كيف أكرهك

شكرا لك ..
عندما أسمعتني كلمات .. لم تتجرئي على البوح بها منذ التقيتني
شكرا لك .. لأنك عودتني
أن لا تكوني معي دائما
فاعتدت على الجفاف والبعاد
وأصبح تواجدك لا يثير حفظيتي عندما تأتي كل حين وحين

شكرا لك .. فقد أقتلعتي من دواخلي كل الورود المتفتحة
وأبدلتها بأوراق قد احترقت
ثم بذرتي بذور .. ورودها لا ربيع لها

شكرا لعنادك الذي علمتني كيف أتقنه فأصبحت أتفوق عليك به
دربتني على مجاراتك في الامتعاض والأسف
فأصبحت الضحكة نادرا ما امنحها
لكنك ماهرة فقد طبعت على وجهي عبوسا لا ينقضي

شكرا لكونك تأتي دائما متأخرة
فعند غيابك لم أشعر بان وقت مجيئك قد حان

شكرا أيها المعلمة الماهرة على أن منحتيني جرعات من الحزن والكآبة
فأدمنت البؤس والشقاء

شكرا لهديتك الفاخرة تلك النظارة السوداء التي البستيني لها
جعلتني أرى الحقيقة مجردة
وعشت في مدينة الأشباح الذين أصبحوا لا يفزعوني

شكرا لأنك وضعت قدمي على بداية طريق مظلم
ذات شتاء قارص ..
ثم تركتني أمضي ..
لكن الوحوش وقطاع الطرق
منحوني بوصلة الأمان

شكرا لكونك .. امرأة بلا مشاعر
شكرا لكونك امرأة غير قادرة العطاء

شكرا أيها الكاتبة بلا دفاتر
فقد قرأت بعض كتاباتك عندما حملتها الرياح
ونثرت أحرفها على الأرض اليباس

فلمحت هويتك حينها .. أنها مسخ بلا ملامح
شكرا أيها المقاتلة بلا سلاح

شكرا .. فقد جعلت مخاض فراقنا بلا معاناة
وأنجبت وليدا لا أسم له
فهو .. لن يسمع يوما ياء المناداة

وآسف .. كوني لم أجد لك كلمات للمواساة

لماذا السواد والتشاؤم..
وزى ما في فراق وبعاد والم في لقاء وفرح
ومقابل كل ورود تزبل وتحترق ,, ورود تتفتح
وربيع ينضح بالحياة والحيوية..
ولا بد من لين ورفق مقابل كل عناد ..
والحقيقة لا نراها بالنظارة السوداء
المهداة لنا .. لكن نراها بنظارة الامل والتفاؤل
التي نهديها انفسنا.. وبوصلة الامان دوما
بدواخلنا تدلنا علي الف طريق وطريق
للفرحة طالما اننا متفائلين..
ودائما توجد كلمات للمواساة طالما يوجد
شئ جميل في حياتنا اسمو السماح..

شكراً قد علمتني كيف أكرهك

شكراً قد علمتني كيف أكرهك

رد: شكراً قد علمتني كيف أكرهك