‏ الدكتور شداد شخصية قوية ونزيهة

لم يكن اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم للدكتور كمال شداد مراقباً لمباراة الإياب بين مصر والجزائر التي أقيمت بالقاهرة اختيار صدفة أو مجاملة، ولكنه يعلم جيداً أن المهمة صعبة وتحتاج لرجل قوي وأمين لا يجامل ولهذا اختار دكتور شداد من خلال تجاربه في مراقبة مباريات الاتحاد الدولي والإفريقي والدورات الأولمبية.

ويومها قلت في هذه المساحة إنه الرجل المناسب وضربت مثلاً بما قاله لي السيد محمد راوراوة رئيس الاتحاد الجزائري بأنهم سعداء باختيار شداد لأنه لا يكذب ولا يجامل وسيدون الحقيقة وقلت إنني سبق أن عاتبت راوراوة على عقوبة أصدرتها لجنة الانضباط بالاتحاد العربي بفرض عقوبة مالية على المريخ بسبب بعض تصرفات جماهيره في إحدى المباريات، فقال لي: تعلمت من شداد عدم المجاملة وقال لي إن الدكتور شداد راقب مباراة بين منتخبي الجزائر ونيجيريا بالجزائر فقام عدد من المشجعين بقذف الملعب بقارورات مياه فدون الحادثة في تقريره وقلت له: (يا دكتور قارورتين لا تستحق أن تذكر) فرد علي بغضب: (عايزني أكذب).

وبعد أن تعرض أتوبيس بعثة منتخب الجزائر للقذف بالحجارة وهو في طريقه من المطار للفندق وقف الدكتور شداد على الأحداث وعاين الأتوبيس وتفقد اللاعبين المصابين وشاهد شريط فيديو مصور من داخل الأتوبيس يثبت حالات الاعتداء بجانب وجود جمهور حول الفندق كان يهتف ويضرب على الطبل فطلب الدكتور كمال شداد من السيد سمير زاهر والمسئولين بعد أن عقد اجتماعاً طلب منهم إصدار بيان يعتذروا فيه عن ما حدث حتى تتم معالجة المشكلة.

ولكن رفض سمير زاهر وكل المسئولين الاعتذار وادعوا أن اللاعبين الجزائريين هم الذين قاموا بتحطيم الزجاج رغم أن شداد أثبت لهم عملياً صحة ما قاله الجزائريون وطلب الدكتور شداد ضمانات بأن البعثة لن تتعرض لأي اعتداء في التمرين الرئيسي وفي الملعب وحتى المغادرة والا فإنه سيطالب بإلغاء المباراة.

التزم المسئولون في الاتحاد المصري والشرطة بتوفير الحماية للمنتخب الجزائري فأدى تمرينه بسلام وذهب الى الملعب يوم المباراة بسلام وحتى نهاية المباراة ولكن اضطر للبقاء في الملعب ساعات طوال بسبب الجمهور المصري فدون شداد كل ما حدث بشفافية وبما يمليه عليه ضميره وأخلاقه التي لا يشك فيها أحد وقد عرف الدكتور شداد في كل الاتحادات أنه رجل لا يجامل ويكفي دليلاً التغيير الكبير الذي قاده في الاتحاد العربي بتعديل جذري في النظام الأساسي بعد أن نال احترام كل القيادات العربية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل.

وبعد أن استدعت لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي ممثلي الاتحادين المصري والجزائري والدكتور شداد واستمعت لشهادة كل منهما طلبت من الاتحاد المصري الاعتذار من أجل إنهاء الأزمة ولكن تمسك الاتحاد المصري برأيه رافضاً الاعتذار وبالتالي صدرت العقوبة بحرمان المنتخب المصري من أداء أول مباراتين على بعد مائة كيلو متر من القاهرة مع غرامة مالية قدرها (87) ألف دولار أمريكي.

ومن المؤسف أن يتعرض الدكتور شداد لهجوم من الأشقاء في مصر وهم يعلمون الحقيقة وقد سألت السيد محمد راوراوة أثناء مشاركتنا في الجمعية العمومية للاتحاد العربي عن إمكانية المصالحة، فقال إنه يشترط اعتذار الاتحاد المصري ولهذا فشلت المحاولات التي قامت بها بعض القيادات العربية ولاحظت أن راوراوة وسمير زاهر لم يلتقيا أو يتحدثا مع بعضهما البعض حتى وهما على طاولة اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد العربي بينما لاحظت أكثر من لقاء وحوار بين راوراوة والمهندس هاني أبوريدة وحازم الهواري وشقيقته الدكتورة سحر الهواري أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم.

وأثناء جلوسنا في بهو قصر المؤتمرات مقر الإقامة والجمعية التقى السيد سمير زاهر بالدكتور شداد وسأله كيف يا دكتور وكان يعني إن كان سيعطيه صوته أم لا ؟؟ فرد شداد: نحن نعطي صوتنا لمصر التي أنجبت عبد الناصر ولا نعطيه للأشخاص، وبالفعل منح الاتحاد السوداني صوته لمصر ورغم ذلك هناك من أشاع في الإعلام المصري أن السودان وقف ضد سمير زاهر.

عموماً أنصفت قرارات لجنة الانضباط الدكتور شداد وأكدت أنه شخصية قوية ونزيهة وهو يقدم درساً لكل المراقبين وهذا هو سر الاحترام والتقدير الذي يجده من قيادات الكرة في العالم.

ومن أجل إثبات براءتنا لا بد من متابعة شكوى الاتحاد المصري بخصوص مباراة استاد المريخ التي اتهمنا فيها بالفشل في التنظيم ولم يسلم أمننا وقوات الشرطة وحتى المواطن السوداني من اتهامات الإعلام المصري الذي أساء لنا بجانب ممثليه وفنانيه ومشجعيه الذين حضروا المباراة وادعوا أنهم تعرضوا للاعتداء دون أن تثبت حالة واحدة، ووصل الحال بأن قال أحدهم إن السودان غير مؤهل لتنظيم حفل عيد ميلاد.

لا بد من متابعة الشكوى لنوضح أن صور الجمهور الجزائري الذي كان يحمل السكاكين التي أعدها الاتحاد المصري في ملف الشكوى أنها صور لا علاقة لها بالسودان خاصة وهي توضح جبال وأشجار جوار الاستاد وهي صور لمظاهرات جزائرية تضامناً مع شعب غزة وإعلان الجزائريين عن استعدادهم للسفر الى هناك للدفاع عن فلسطين.

مباراة منتخبنا الوطني أمام شقيقه الفلسطيني أتمنى أن نحولها الى لمسة وفاء للشعب الفلسطيني وأن يحرص الجمهور على حضورها لنؤكد للأشقاء في فلسطين أننا معهم في خندق واحد حتى التحرير.

مشكور اخي وحقيقه شداد راجل ولا يخاف لكن عيبه التسلط والكبرياء .

من طرف huthy2000 الخميس 20 مايو 2010 - 22:25

اولاً اهنئك على حسن اختيارك للموضوع ..كما اهنئ الصحفى (عبدالمجيد عبدالرازق) على اسلوبه المتميزفى الكتابة وعلى عباراته الانيقة..واعتقد ان هذا المقال من اجمل المقالات التى قرأتها مؤخرا بالمنتدى وقد استمتعت به كثيراً..ورغم بعض المآخذ على د:شداد الا انه يظل علماً بارزاً فى مسيرة كرة القدم سواء داخلياًاو خارجياً ويجب علينا ان نفتخر بذلك..ولقد تطرق الكاتب الى موضوع مهم للغاية ويحتاج للكثير من تضافر الجهود خصوصاً ان الاعلام المصرى متمرس وقادر على التأثير على الشارع المصرى والعربى وقد لمست ذلك من خلال نقاشاتنا مع الاخوة المصريين هنا فى المملكة وما يحملونه من افكار خاطئة مردها للاعلام المصرى.. واخيراً اضف لشهادته القيمة شهادة (ابو القوانين) الاستاذ محمد الشيخ مدنى عندما التقيته مرة فى منزل العم محمد عثمان ابودقن وسألته(لماذا تصرون على شداد) وذلك عقب الانتخابات المشهورة للاتحاد العام فكان رده(لأنه باختصار شديد افضل من يقود كرة القدم السودانية..وكل مايثار حوله من غبار لا يعدو سواء ضجيج المطبلاتية)...

‏ الدكتور شداد شخصية قوية ونزيهة

‏ الدكتور شداد شخصية قوية ونزيهة

رد: ‏ الدكتور شداد شخصية قوية ونزيهة

رد: ‏ الدكتور شداد شخصية قوية ونزيهة