مسلسل الجمرة الحبسية

بعد يوم شاق جدا من العمل وعندما اسدل الليل اول ستائر الظلام وعدت المنزل منفصل وجهي عني وجهي وحل مكان وجهي وجهي اخر واخلتط الجوع بالتعب والارق والعرق تبعثرت الاشياء حوالي من اين ابدا أأطفي جوعي اولا فاشتم رائحة العرق تطلب من انال قليلا من الماء لاغتسل اولا لكني رجلاي يثقلهما حمل هذا الجسد المترنح وتطلب ان انال قسطا من الراحة اولا .
فترنحت علي اقرب كرسي وعلي جواره طاولة وبها كوب به فضلة ماء لضيف جاء وغادر فلا زوجة جميلة تحمل الي الماء ولا ام رحمية تسقني مزيدا من الحب والحنان الذي لا ينتهي ولا اخ ولاخت وتناولت بقية الكوب وان اتحرق عطشا وعلمي انها لاتروي لي ظمأ ولكني شربتها حتي ارتفعت بالكوب الي اعلي ليدر الي مزيدا من الماء او ان العق اخرة قطرة في قاعه لكنه سقط من يدي و بهقطرة ماء تحسرت عليها .
ونواصل

وصديقي الذي كان يراقبني علي حين غرة انفجر ضاحكا وعلق قائلا :- احترس حتي لا تخرق الكوب فاننا نريد ان نشرب به
وبدات عليه ملامح الشفقة قليلا كما عهدته ولقد تحقق ما كنت اصبو اليه بأستغلال شفقته فنهض واتي الي بغدائي الذي كان عبارة عن عدس وقليل من السلطة والجرجير واربع رغيفات لم اعرف عددها الا بعد ان طلبت منه المزيد .
ثم توسدت سريره الذي يعج بالرطوبة من جراء التجهيز المبكر لاستقبال نوم الليل والراحة والسكون . وبدءنا احاديث متفرقة حتي وصل الي قصتي و الذي لا يعلمها الا هو و بدا بالتمليح اليها بمقولة احد الشعراء العاميين وقال ( بطنك قرشت غي البنات نافي دقنك حمست وارجي ابو البنية يجيك ) وهو بالتاكيد لايقصد وجبة العدس التي التهمها وكنت ادرك تماما مقصده ولكني تحسست بطني وقلت له ان العدس اكثر من وجبة متكاملة والخضروات اكتمال للقيمة الغذائية القصوي وعندما ادرك انني انوي المرواغة والخروج بعيدا عن مرمي تلمحياته بدا يغني ( لما الجو يطلع برة وين تندس )
وعندها بدا الحديث عن تلك الفتاة الساحرة الناضرة التي اخلتط فيها صفرة الصحراء بسواد الغابة وطول شعرها التي اكتسبته من سموق النخيل وطول القامة التي انتزعته من علو الابنوس وهي تتحدث بلغة تجمع باللغة المحلية واللغة العربية اللتان اختلطتا وانتاجا ما يعرف بعربي جوبا وهي ترتدي اللاوو الذي ايضا عبارة عن خليط من قطعة من التوب السوداني ولكنها تربطه بطريقة سحر الجنوب وكان كل هذا السحر يستحق ان يجسو بقارون تحت قديمها ويدفع بكل ثرواته هدية لها اعجابا بها
وعندها تذكرت ايضا معسول الكلام والحديث المنغم والمنمق الذي اطلقتها علي مسامعها حتي استطعت ان اشتري قطعة ارض كبيرة في قلبها وشييدت عليها قصر من اجمل القصور وسكنت بداخله فاصبحت تدخل كل صباح الي قلبها لتبلغني تحية الصباح ومرة اخري منتصف النهار ثم عند المساء وانا نصبت نفسي ملكا علي مملكتي اكسبني كثيرا من العدا بما فيهم قارون نفسه .
وذلك اليوم الذي ذهبت فيه اليه الي منزلهم وكان المنزل غارقا في السكون من جراء حفل لقريب لها هاجر اليه كل اهل الدار .
وبالرغم من ممانعتها الشديدة لكن من الحب ما قتل وصعدت الي اعلي جبلي الرجاف في لحظة ضعف وجدت علي اعلي الجبلين بقرتين حلبوتين فقمت برضعتهما بافضل مما يرضع الطفل من ثدي امه وعندما فرغت من الرضاعة كان الرجاف والصحراء والابنوس والنخيل تجري دموعهما مع مياه النيل .
ونواصل

وعمني ايضا الحزن ان اغتال فتاة مثلها وقت لن ايصيبنا شي وانا علي استعداد ان اقوم بدفع 7 بقرات كأريك تعني الخطوبة و20 بقرة كمهر لك فعليكي ان تهدئي من روعك قليلا وكان الشيطان يمارس هوايته المفضلة بان يضحك علينا واعتقد اني سمعت الشيطان يقول اني برئ مما فعلت وقلت له انت ان السبب في كل مصائبنا شررنا وفسادنا لكنه يقول ليس لي سلطان عليك غير اني صاحب الفكرة وكانه يعتقد انه صاحب فكرة قراءة القرأن وقال انتم يا بني ادم فضلكم الله علينا وتجاوز عني عندما كنت اتقي خلق الله في الجن فرفعني الي السماء وبسببكم نزلت الي الارض مرة اخري فانتم كنتم مشلتي الاولي كما تقولون اني المشكلة الاساسية لكم انا لاخذ بيد بشر ليضرب اخيه ولا اضغط علي زناد فكلي شئ تفعلونه انتم وتلقونه بي وانما انا عبدا لله مثلكم واكثر الخلق توحيدا لاني لا لم اسجد لغير الله وانتم اعلم باقوي سلاح منحكم الله له لمنع وسستي ولكنم لا تفعلون شيئا كان يكفيك ان تقرا اية الكرسي والاخلاص والمعوذتين تتحاشا كلامي
لكن كان الميزان قد علا وكبرفي رحمها الجنين وبدا الشكوك تساورني فيما قد يكون ويحدث وعلمت ان اباها يبحث عني , واخيها ايضا يبحث عني وابناء عمومتها . وفي تلك اللحظة سمعت رنين هاتفي بنغمة معهودة فنهضت من نومي مذعورا وعلمت اني كنت نائم علي سرير صديقي وكانت علي الهاتف امي تسال عن اخباري
فحمدت الله وعلمت انها كانت جمرة التعب الحبيسة

انتهي الجزء الاول
اكتب علي المنتدي دون اي تحضير