امراءة تعشقها كل العطور

كانت طفلتي صغيرة تحب اللعب
تجدها كالفراشة تنتقل من زهرة لزهرة أخرى
كبرت أمامي أصبحت فتاة تحس فيها أنوثة الأرض جمال القمر هدوء النسيم عنفوان البحر
صدق العصافير مع النور بدأت تكبر وتكبر
لم تتعثر يوماً في طفولتها في مراهقتها
كانت تحب أن تعبث في صغرها بمنضدة والدتها تحب أن تلهو برشات العطر
يسقط البعض فتتناثر رائحتها بغرفة والدتها ويبقى لأيام
وهذه حالها لاتعبث سوى بتلك الزجاجة اللطيفة والرائعة في المنظر والمحتوى (زجاجة العطر)
لم تدرك طفلتي معنى الكسر إلا بعد أن وقعت أغلا زجاجة لديها
رأتها أشلاء أمامها تألمت حزنت ولكن لن ينفع !!!!!!
استجمعت قواها وقفت أخذت تلملم تلك القطع المتناثرة من زجاجتها
أخذت تلصق الواحدة بالأخرى علها تعود لسابق عهدها
استطاعت أن تعيد تركيبها ولكن هيهات بين الأمس واليوم
كانت ترى زجاجتها كل يوم وتزيدها حسرة
حرمت العطور من بعدها
ولكنها كانت تعشق العطر في داخلها
كانت تحب عطرها شكلها ولكن سقطت من علو فتناثرت
ولم تشأ أن تشتري غيرها لأنها هدية غالية وثمينة فكان الوفاء لتلك الزجاجة كبير
كانت إذا خرجت تأخذ من أختها العطر فيليق عليها
وإذا خرجت من مضيفتها وتعطرت من عطرها لاق عليها
إذا نزلت السوق وأخذت عينة من العطور يليق عليها
لم يرق لها هذا العشق الأبدي بينها وبين العطور
لم تشتري يوماً عطرا
ليس بخلا بل حبا
أحبت تلك الهدية فكانت لاتريد أن يقع على جسمها الندي إلا هي
ولكن إرادة القدر أن تحبها العطور وتعشقها ولا تعرض عنها
كانت الرائحة تفوح عندما تلامس
القطرة عنقها
بل كفها بل راحة يدها
بل حتى أطراف أطراف تنورتها
كان للعطر معها رحلة
رحلة عشق
رحلة توأمه
لم يأبى من عطور العالم عطر أن يلامس جسدها إلا عطر زجاجة واحدة
تلك الزجاجة المكسورة
آدم